هذه القصيد أنا أعتبرها من عيون الشعر
هذه الموشحة المشهورة لشاعر أندلسي شهير لقب بـ[ ذي الوزارتين ]
وهو ( لسان الدين محمد بن عبدالله بن الخطيب )
كان شاعر الغني بالله محمد بن أبي الحجاج أحد ملوك بني الأحمر ووزيره
توفي سنة 776 هـ
وقد قال هذه الموشحة في الغزل وذكر الطبيعة ومدح بها سلطانه الغني بالله.
وهو يعارض بموشحته هذه موشحة لابن سهل .
يقول لسان الدين ابن الخطيب :
جــادك الغـيث إذا الغـيث هـمى ~~~ يــازمــــان الــوصل بالأندلس
لــم يــكن وصــلـك إلا حــلـمـــا~~~ في الكـرى أو خلسة المختلس
***
إذ يقـود الدهر أشتات المنى ~~~ ننقل الخـطـو على مـا ترسم
زمـــراً بين فــرادى وثـنــــا ~~~ مثلما يدعو الحجيج الموسم
والحيا قد جلل الروض سنا ~~~ فـثـغــور الـزهــر فيــه تبسم
***
وروى النعــمان عـن مــاء السما ~~~ كيف يـروي مـالك عـن أنـس
فـكـســاه الحسـن ثــوباً مـعـلـمــا ~~~ يــزدهي منـه بـأبـهى ملـبس
***
في ليــالٍ كتمت ســر الهـــوى ~~~ بالـدجى لـولا شـمـوس الغــرر
مــال نجـم الكأس فيها وهـوى ~~~ مستـقـيـم السـير سعــد الأثـــر
وطــرٌ مـا فيه مـن عـيب سوى ~~~ أنـــه مـــر كـلـمــح الــبــصــر
حين لـذ النــوم شيئـاً أو كـمــا ~~~ هـجــم الصبح هجــوم الحرس
غــارت الشهـب بنــا أو ربمــا ~~~ أثــرت فـينــا عـيون الـنرجس
***
أي شيء لامرئ قد خلصا ~~~ فيكون الروض قـد مُكـِّن فـيـه
تنهب الأزهار فيه الفرصا ~~~ أمـنت مـن مـكـره مــا تتقـيـه
فإذا الماء تناجى والحصا ~~~ وخــلا كـل خـليـل بــأخـــيـــه
تبصر الورد غيوراً برمـا ~~~ يكتسي مـن غـيظـه ما يكتـسي
وتـرى الآس لبيـبـاً فهما ~~~ يســرق السمـع بـــأُذني فــرس
***
يــاأهيـل الحي مـن وادي الـغـضــا ~~~ وبـقــلــبي مـسـكـن أنتـم بــه
ضاق عن وجهي بكم رحب الفضا ~~~ لا أبـالي شــرقــه مـن غـربـه
فــأعـيدوا عـهـد أنـس قــد مـضـى ~~~ تعـتـقـوا عـبدكــم مـن كـربـه
واتقوا الله وأحيوا مغرماً ~~~ يتلاشى نفساً في نفس
حبس القلب عليكم كرما ~~~ أفترضون عفاء الحبس
***
وبـقـلـبـي مـنـكـــم مـقــتــرب ~~~ بــأحاديث المـنى وهـــو بعـــيد
قـمــر أطـلـع مـنــه الـمـغــرب ~~~ شـقـوة المضنى به وهـو سعيد
قــد تسـاوى محسن أو مـذنب ~~~ في هـــواه بين وعــد ووعــيـد
أحــور المقـلة معسـول اللمى ~~~ جــال في النفـس مجـال النفـس
سـدد السهـم فـأصمى إذ رمى ~~~ بـفـــؤادي نـبـلـة الـمــفــتــرس
***
إن يكـن جـار وخـاب الأمـل ~~~ فـفـؤاد الصـب بـالشوق يذوب
فـهــو للـنفـس حـبـيـب أول ~~~ ليس في الحب لمحبوب ذنوب
أمــــره مـعــتـمـل مـمـتـثـل ~~~ في ضـلـوع قـد بـراهـا وقـلوب
حـكـم اللـحـظ بـه واحـتـكـما ~~~ لـم يـراقب في ضعـاف الأنفـس
يـنـصف المظلوم ممن ظـلما ~~~ ويـجـازي الـبر منهـا والمـسي
***
ما لقلبي كلما هبت صبا ~~~ عـاده عـيد مـن الشوق جديد
جلب الهـم لـه والوصـبا ~~~ فهو للأشجان في جهد جهيد
كان في اللوح له مكتـتبا ~~~ قــولـه : إن عـذابي لـشـديـد
لاعج في أضلعي قد أُضرما ~~~ فهي نار في هشيم اليبس
لم يدع في مهجتي إلا ذمـا ~~~ كـبقاء الصبح بعد الغـلس
***
سلـمي يــانفـس في حـكـم الـقـضـا ~~~ واعـمري الوقت برجعـى ومتاب
ودعــي ذكــــر زمـــان قـــد مضـى ~~~ بين عـتبى قــد تقـضت وعـتـاب
واصرفي القول إلى المولى الرضى ~~~ مـلهـم التـوفـيق فـي أم الكـتـاب
الـكــريـم المنتهى والمنتمى ~~~ أسـد السرج وبـدر المجـلس
يـنزل النصر عـليـه مـثلـمـا ~~~ ينزل الـوحي بروح الـقـدس
***
مصطــفى الله سـمي المصطـفى ~~~ الـغــني بـــالله عــن كـل أحـــد
مــن إذا مــا عـقــد العـهــد وفى ~~~ وإذا مــــا فـتـح الخطـب عـقــد
مــن بني قـيـس بن سعـد وكفى ~~~ حيث بيت النصر مرفوع العـمد
حيث بيت النصر محـمي الحـمى ~~~ وجـنى الفـضل زكـي الـمغـرس
والـهــوى ظــل ظـلـيـل خـيـمـــا ~~~ والـنــدى هــب إلى المـغــتـرس
***
هـاكهـا يـاسـبـط أنصـار الـعلا ~~~ والــذي إن عـثر الـدهر أقـال
غــادة ألـبسهــا الحســن مــلا ~~~ تـبـهـر العـين جـلاء وصقـال
عـارضـت لفـظاً ومعنى وحلى ~~~ قـول مـن أنطقه الحب فـقـال:
(( هـل درى ظبي الحمى أن قـد حمى ~~~ قـلب صـب حـله عـن مكـنس ))
(( فـهــو في حـــر وخـفــق مـثـلـمـــا ~~~ لعـبت ريـح الصـبـا بالقـبس ))
أتمنى أن تنال الموشحة
على رضى الجميع
منقوووووووووووول